قصة بيت السلحفاة من القصص التربوية للأطفال

أهلًا بكم يا أحبابي الصغار متابعي موقع فبلين، اليوم موعدنا مع قصة تربوية جميلة ومميزة من قصص الأطفال المفيدة والهادفة، وهي قصة بيت السلحفاة.

فتعالوا معي لنتعرف على قصتنا التعليمية الجديدة، ولماذا تخلصت السلحفاة من قوقعتها التي تعتبر بيتها الآمن الذي يضمن الحماية لها.

قصة بيت السلحفاة | قصص للأطفال

قصة بيت السلحفاة

كانت هناك سلحفاة صغيرة تعيش في غابة كبيرة مع مجموعة متنوعة من حيوانات الغابة، وكانت هذه السلحفاة دائمة التذمر والغضب من شكلها وحالها داخل القوقعة، وتشعر أن هذه القوقعة عائق كبير في حياتها.

حاول أصدقاؤها الحيوانات أن يقنعوها بعكس ما تظن، ولكنها كانت تصر على رأيها، فانعزلت عنهم وكأنها تعاقبهم على نصيحتهم لها بأن ترضى بحالها وشكلها لأن الله خلقها بما يناسبها أكثر، ولم تكن تشعر أنها بذلك تعاقب نفسها.

وفي يوم من الأيام اتخذت السلحفاة الصغيرة قرار غريب جدًا، لقد قررت أن تخلع عنها قوقعتها وتخرج وتتخلص منها تمامًا وإلى الأبد!

وبالفعل نفذت السلحفاة قرارها، وبينما أصدقاؤها الحيوانات يلعبون في الغابة، تفاجأوا بها تقترب منهم بلا قوقعة وهي تغني بفرحة شديدة، وتقول لهم أنها أخيرًا أصبحت رشيقة وتشعر بالحرية.

كانت صدمة الحيوانات كبيرة بهذا القرار، وكانت الصدمة الأكبر عندما اخبرتهم السلحفاة الصغيرة أنها ألقت بقوقعتها في النهر، لتتخلص منها نهائيًا ولا تراها أو تتذكر ماضيها الذي عاشته بداخلها، شعروا بالخوف على صديقتهم وتمنوا ألا تندم على هذا القرار يوما ما.

في اليوم الأول ظلت السلحفاة تلهو وتلعب طوال النهار وترقص هنا وهناك، ولكن مع حلول الليل بدأت الأمطار تتساقط بشدة وأصبح الجو بارد جدًا، كانت ترتجف من البرد ولا تجد ما يحميها منه، حاولت أن تجمع أوراق الأشجار وتغطي جسدها بها ولكنها لم تمنع عنها المطر والبرودة.

وفي الصباح توقف المطر وأشرقت الشمس وازدادت الحرارة بشكل كبير، حتى أن السلحفاة بدأت تشعر بالتعب من شدة الحرارة، وأصبح جسدها يتصبب عرقًا وجلدها أصابته حروق شمسية مؤلمة.

جاء صديقها الأرنب وحاول أن يهتم بها ويقنعها أن تعترف بالخطأ الذي اقترفته وتتراجع عنه، فالقوقعة لم تكن تعيق حركتها ولا تمنع حريتها، لقد كانت وسيلة حمايتها من البرد القارص والحر الشديد.

ولكن رغم ما حدث لم تتراجع السلحفاة ولم تعترف بأنها أخطأت، بل انزعجت من الأرنب وتركته وابتعدت في اتجاه الغابة، رغم مرضها سارت وحيدة حتى وصلت إلى النهر، فأرادت أن تغترف القليل من الماء بيدها لتبلل وجهها.

وأثناء ذلك رآها الثعلب من بعيد فاندهش بشدة، فهذه المرة الأولى التي يرى فيها سلحفاة بدون قوقعة، وهذه الفرصة الوحيدة التي يستطيع أن يتذوق فيها لحم السلاحف ولا يجب أن يضيعها.

اقترب الثعلب المكار من السلحفاة وقال لها: "مرحبًا أيتها السلحفاة الصغيرة، ماذا تفعلين هنا يا تُرى! وأين ذهبت قوقعتك؟!".

التفتت السلحفاة الصغيرة اتجاه الصوت ورأت الثعلب وهو ينظر إليها بغرابة، سألته بخوف وقالت: "ماذا تريد أيها الثعلب؟!".

تصنّع الثعلب الجدية ساخرًا منها وقال: "أريد أن نصبح أصدقاء أيتها السلحفاة" ثم ضحك بصوت عالٍ وأكمل كلامه بنظرة شريرة قائلًا: "بالطبع أريد طعاما أيتها السلحفاة الحمقاء، هل سأضيع الفرصة بأن أكون أول ثعلب يتذوق لحم السلاحف!".

تراجعت السلحفاة إلى الخلف عدة خطوات بطيئة وكادت أن تموت من الخوف، تذكرت أن قوقعتها هي من كانت تمنع الثعالب والحيوانات المفترسة من التهامها، والآن بدونها لن تتمكن من النجاة وستكون وجبة سهلة لهذا الثعلب المكار.

فكرت سريعًا في طريقة للهروب، فلم تجد أمامها سوى القفز في النهر والفرار سريعًا، وبالفعل ألقت بنفسها في الماء وأخذت تسبح إلى أن ابتعدت عن الثعلب وأنقذت نفسها منه، وأثناء سباحتها في النهر وجدت قوقعتها بين صخرتين كبيرتين فأسرعت نحوها وأخذتها معها إلى الغابة.

عرفت السلحفاة أن أصدقاءها كانوا على حق، وأدركت أن القوقعة هي جزء منها لا عائقا لها كما كانت تقول لهم دومًا، واعترفت لنفسها أنها ارتكبت خطأ جسيما عندما قررت أن تتخلى عنها ويجب أن تتراجع عن ذلك الخطأ.

دخلت السلحفاة الصغيرة إلى داخل قوقعتها وقررت ألا تخرج منها مرة ثانية، فهذه القوقعة ستحميها من البرد والحر والأعداء، ثم ذهبت إلى أصدقائها في الغابة والذين هتفوا بفرحة كبيرة عندما رأوا صديقتهم قد عادت إلى طريق الصواب لتكون في أمان أكثر.

الدروس المستفادة من قصة بيت السلحفاة للأطفال

والآن بعد أن تعرفنا على قصة بيت السلحفاة وشاهدنا ماذا كان سيحدث للسلحفاة الصغيرة عندما تخلت عن جزء منها ولم تتقبل نفسها كما خلقها الله سبحانه وتعالى، تعالوا لنتعرف على الدوس المستفادة من هذه القصة المثيرة وهي:

  1. قبول النفس: كل واحد منا فريد ومميز بطريقته وهذا ما يجعلنا جميلين ومميزين، لذلك لا تحاولوا تغيير أنفسكم لتكونوا مثل أحد آخر، بل اقبلوا أنفسكم كما أنتم وستكونون سعداء بذلك.
  2. الاستماع للآخرين: عندما يقدم لكم الآخرون نصائح، فلتستمعوا بشكل جيد، وحاولوا فهم ما يقولونه، قد تجدون أن النصائح مفيدة وتساعدكم في الوقوف بقوة في الحياة أو تنقذكم من خطر لا ترونه.
  3. التفكير قبل القرار: قبل أن تقوموا بأي شيء مهم تأكدوا من التفكير جيداً ودراسة الأمر من حيث سلبياته وإيجابياته، لتعرفوا هل القرار الذي تريدون اتخاذه مناسب؟ هل سيكون له تأثير جيد؟، وتذكروا دائماً أن التفكير الجيد قبل القرارات يساعدنا في تجنب الأخطاء.
  4. الاعتراف بالأخطاء: عندما نرتكب خطأ لا يوجد شيء سيء في الاعتراف به، فالاعتراف بالأخطاء يجعلنا أقوى وأكثر نضجاً، لذا كونوا شجعاناً واعترفوا بأخطائكم وتعلموا منها كما فعلت السلحفاة مع بيتها.
  5. العودة إلى الطريق الصحيح: إذا ضللتم عن الطريق الصحيح، لا تيأسوا! ببساطة عودوا إلى الطريق الصحيح وحاولوا من جديد، فالأهم هو أن نتعلم من أخطائنا ونعمل على تصحيحها.
وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية قصتنا، نتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بها وتعلمتم مما حدث مع السلحفاة الصغيرة، إلى اللقاء في قصة وحدوتة جديدة مرة أخرى إن شاء الله.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-