أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

قصص طويلة للأطفال قبل النوم خيالية | مغامرة الجوهرة الزرقاء

 إذا كنت تحب قراءة قصص مكتوبة وطويلة للاطفال لتعيش في رحلة ممتدة من المغامرات قبل النوم، فإننا نقدم لك واحدة من أجمل القصص الطويلة والممتعة والمسلية، والتي تحكي لنا عن مغامرة الشاب الصغير عمار رفقة صديقه الطائر السحري العجيب وسر الجوهرة الزرقاء، فتابع معنا.

قصص طويلة للاطفال قبل النوم | مغامرة الجوهرة الزرقاء

قصص طويلة للاطفال | مغامرة الجوهرة الزرقاء

كان عمار يحب المغامرات والاستكشاف، وكان يحلم دوماً أن يكون مغامرًا شجاعًا مثل جده الذي كان يسافر حول العالم ويبحث عن أسرار الحضارات القديمة، وقد كان عمار يستمع بشغف إلى قصص جده عن رحلاته الغامضة والآثار النادرة التي رآها في من خلالها.

في يوم من الأيام، كان جد عمار قد عاد من رحلة طويلة وهو يحمل معه هدية خاصة لعمار، كانت هدية عمار عبارة عن صندوق صغير مزخرف بالفضة واللؤلؤ، أهداه له الجد وقال: "هذا الصندوق يحتوي على شيء ثمين جدًا، وهو ليس للبيع أو للتبادل، إنه لك فقط وعليك أن تحافظ عليه جيدًا، لا تفتحه إلا عندما تكون وحدك وقد أغلقت باب غرفتك ولا تخبر أحدًا عنه، هذا الصندوق يحمل سرًا عظيماً ويمكن أن يغير حياتك إلى الأبد".

إقرأ كذلك: مجموعة قصص أطفال قبل النوم وحكايات رائعة للأطفال

شعر عمار بالفضول والحماس، ماذا يمكن أن يكون في الصندوق؟ وما هو السر العظيم الذي يحمله؟ شكر عمار جده على الهدية وأخذها إلى غرفته ووضع الصندوق على مكتبه ونظر إليه بتأمل، كان الصندوق مغلقًا بقفل فضي على شكل قمر، حاول عمار فتح القفل بيديه لكنه لم يستطع، بدا أن القفل يحتاج إلى مفتاح خاص.

عمار بحث في جيوبه وفي أدراج مكتبه عن مفتاح مناسب لكنه لم يجد شيئًا، ثم تذكر أن جده قال له أن لا يفتح الصندوق إلا عندما يكون وحده وربما كان هذا ما ينقصه، أغلق عمار باب غرفته وأطفأ النور ثم جلس على الأرض بجانب الصندوق وقال بصوت منخفض: "أريد أن أعرف ما في الصندوق".

فجأة، سمع عمار صوتًا خافتًا يخرج من الصندوق، وقد كان الصوت يقول: "أنت الوحيد الذي يمكنه فتح الصندوق، أنت الوحيد الذي يمكنه معرفة السر، أنت الوحيد الذي يمكنه الحصول على الجوهرة الزرقاء".

اندهش عمار من الصوت وتساءل من كان يتحدث معه؟ وما هي الجوهرة الزرقاء؟ وقال: "مَن أنت؟ وما هي الجوهرة الزرقاء؟"

فقال الصوت: "أنا عابد الطائر العجيب، أنا صديقك ومرشدك في مغامرتك، الجوهرة الزرقاء هي أقوى وأندر وأجمل جوهرة في العالم، إنها تمنح صاحبها قوة لا تصدق وحكمة لا تنتهي، إنها تنتظرك في مكان سري وعليك أن تجدها قبل أن يفعل غيرك".

شعر عمار بالحيرة والإثارة، تساءل بينه وبين نفسه عن كيف يمكن أن يكون هناك طائر يتحدث في الصندوق؟ وكيف يمكنه البحث عن الجوهرة الزرقاء؟ قال عمار: "كيف أستطيع فتح الصندوق؟ وكيف أستطيع العثور على الجوهرة الزرقاء؟"

قال الصوت: "لِفتح الصندوق عليك أن تقول كلمة السر وكلمة السر هي اسم جدك، وللعثور على الجوهرة الزرقاء عليك أن تتبع الخريطة، والخريطة موجودة داخل الصندوق؛ لكن احذر، فالمغامرة ليست سهلة، ستواجه العديد من الصعوبات والمخاطر والألغاز ولن تكون وحدك في البحث، فهناك من يريد الجوهرة الزرقاء أيضًا، وهم أشرار لا يرحمون، لذلك عليك أن تكون شجاعًا وذكيًا وسريعاً، هل أنت مستعد؟"

شعر عمار بالتحدي والمغامرة، وكان يريد أن يفتح الصندوق ويتعرف على عابد ويبحث عن الجوهرة الزرقاء، كان يريد أن يثبت لنفسه ولجده أنه مغامر شجاع، فقال بصوت واثق: "نعم أنا مستعد، كلمة السر هي حسن".

نعم، حسن هو اسم جد عمار، وهو أيضًا اسم البطل الشهير في قصص الألف ليلة وليلة، وعمار كان يحب قصص الألف ليلة وليلة تلك، وكان يتمنى أن يعيش مغامرات مثلها ويبدو أن الوقت قد حان.

لما قال عمار كلمة السر تحرك القفل الفضي الذي على شكل قمر وانفتح الصندوق، من داخل الصندوق خرج طائر صغير ذو ريش أزرق لامع، كان الطائر يشبه الحمامة لكنه كان أجمل وألطف، نظر الطائر إلى عمار بعينين ودودتين وقال: "مرحبا عمار، أنا عابد الطائر العجيب وأنا سعيد أن أراك، فأنت الوحيد الذي استطاع فتح الصندوق، لذلك أنت الوحيد الذي يستحق الجوهرة الزرقاء".

اقرأ كذلك:  "حلم سندباد الصغير" قصة مغامرة خيالية للأطفال

قصص خيالية مكتوبة طويلة للاطفال

لم يصدق عمار عينيه فقد كان هناك طائر حقيقي يتحدث معه، وليس أي طائر بل طائر عجيب يعرف سرًا عظيمًا، قال عمار: "مرحبا عابد، أنا سعيد أن أراك أيضًا، أنت الطائر الذي كان يتحدث معي من الصندوق؟"

قال عابد: "نعم أنا هو، أنا كنت محبوسًا في الصندوق لسنوات طويلة في انتظار مَن يستطيع فتحه، جدك هو من وجدني في رحلته الأخيرة إلى الهند، هناك في أحد المعابد القديمة وجد الصندوق مخفيًا في غرفة سرية، وعندما حاول فتحه سمع صوتي وعرف أن هناك شيئاً مميزاً فيه، لكنه لم يرغب في فتحه لأنه أراد أن تكون أنت من يقوم بالمهمة، فأخذه معه وأعطاه لك على أمل أن تكون الشخص المناسب".

سأل عمار: "وكيف عرف جدي اسمك؟ وكيف عرف أنك ستكون صديقي ومرشدي؟"

قال عابد: "لأنني قلت له ذلك، قلت له أن اسمي عابد وأنني طائر عجيب يمكنه التحدث مع البشر، قلت له أنني أبحث عن صديق وفي وشجاع يساعدني في العثور على الجوهرة الزرقاء، وعندما أخبرني عنك قلت له أنني أشعر بأنك أنت هذا الصديق الذي سأكون مرشده في مغامرته وأسلمه الخريطة التي تدله على مكان الجوهرة، ".

قال عمار: "وما هي الخريطة؟ وأين هي؟"

قال عابد: "الخريطة هي ورقة صغيرة ملفوفة في أنبوب زجاجي، وهي موجودة في الصندوق أيضًا، هيا خذها وانظر إليها".

نظر عمار إلى الصندوق ووجد أنبوبًا زجاجيًا صغيرًا يحتوي على ورقة ملفوفة، فأخذ الأنبوب وفتحه وأخرج الورقة فتحها ونظر إليها فكانت تحمل رسمًا بسيطًا لخريطة، وفي الخريطة كان هناك جزيرة محاطة بالماء، وفي وسط الجزيرة كان هناك جبل عال، وفي قمة الجبل كان هناك نجمة زرقاء تلمع، تحت الخريطة كان هناك نص مكتوب بلغة غريبة لم يفهمها عمار.

قال عمار: "ما هذه الخريطة؟ وما هذه اللغة؟"

قال عابد: "هذه الخريطة هي الطريق إلى الجوهرة الزرقاء التي أخبرتك عنها، وهذه الجزيرة هي المكان الذي توجد فيه الجوهرة، وهذا الجبل تحديدًا هو المكان الذي وُضِعت فيه الجوهرة، وهذه النجمة هي العلامة التي تدلك على موقع الجوهرة، أما بالنسبة إلى هذه اللغة فهي لغة الطيور، لغة قديمة وسرية لا يفهمها إلا الطيور وبعض البشر المميزين، لذا فأنا أفهمها، وأنت أيضا تستطيع أن تفهمها إذا استمعت إلي".

قال عمار: "وماذا يقول النص؟"

قال عابد: "النص يقول: إذا أردت الجوهرة الزرقاء، فعليك أن تسافر إلى الجزيرة البعيدة، وتصعد إلى قمة الجبل العالي، وتبحث عن النجمة اللامعة، ولكن احذر، فالجزيرة مليئة بالمخاطر والفخاخ والأعداء ولن تكون وحدك في البحث، هناك من يريد الجوهرة أيضاً وهم لا يرحمون، فكن شجاعًا وذكيًا وسريعًا، ولا تنس أن تأخذ معك صديقك الطائر فهو سيساعدك ويحميك وينقذك، لأنه هو صديقك الحقيقي وهو الوحيد الذي يستحق الجوهرة معك".

قرأ عمار النص مع عابد وفهمه وقرر أن يبدأ مغامرته في اليوم التالي، أخبر جده أنه سيذهب في رحلة مع صديقه عابد وأنه سيعود قريبا، جد عمار كان يعرف أن الفتى يقصد الطائر العجيب وأنه سيبحث عن الجوهرة الزرقاء، فأعطاه بعض النصائح والتحذيرات وأهداه بعض الأشياء المفيدة مثل بوصلة وسكين وحبل ومصباح، ثم تمنى له حظاً سعيدًا.

عمار وعابد غادرا البيت في الصباح الباكر وتوجها إلى الميناء، وهناك اختارا سفينة صغيرة وسريعة استأجراها من صاحبها، أخبر عمار صاحب السفينة أنه يريد الذهاب إلى الجزيرة التي تظهر في الخريطة، فنظر صاحب السفينة إلى الخريطة وقال: "هذه الجزيرة ليست بعيدة جدًا لكنها خطرة جدًا، هناك الكثير من الصخور والأمواج والعواصف في الطريق ولا أعرف ماذا يوجد في الجزيرة نفسها، ربما تكون مسكونة أو مُحرمة أو مليئة بالوحوش، أنت متأكد أنك تريد الذهاب إليها؟"

قال عمار: "نعم أنا متأكد، أنا أبحث عن شيء ثمين في الجزيرة وأنا لا أخاف من المخاطر، هل تستطيع أن تأخذني إليها؟"

قال صاحب السفينة: "حسناً، إذا كنت تصر على ذلك فسآخذك، لكن عليك أن تدفع لي مقدمًا، وأن تعود قبل غروب الشمس ولا تلومني إذا حدث لك شيء سيء، هيا اركب السفينة واستعد للإبحار".

إقرأ كذلك: حدوتة جميلة قبل النوم للبنات وباقة من قصص الأطفال الجديدة

ركب عمار وعابد السفينة وجلسا في الخلف، بينما أشعل صاحب السفينة المحرك وخرج من الميناء، كانت السفينة تسير بسرعة على سطح الماء وتتخطى الأمواج، وبينما كان عمار ينظر إلى الخريطة ويتابع الاتجاه، كان عابد ينظر إلى السماء ويتابع الطيور، وكلاهما كان متحمسا للمغامرة.

بعد ساعتين من الإبحار رأى عمار الجزيرة في الأفق، كانت تبدو كبيرة وخضراء ويمكن رؤية الجبل العالي في وسطها، فقال عمار لصاحب السفينة: "هذه هي الجزيرة التي نبحث عنها، هل يمكنك أن تقربنا منها؟"

قال صاحب السفينة: "نعم لكن ليس كثيرا، هناك الكثير من الصخور تحت الماء ويمكن أن تتلف السفينة، عليك أن تنزل من السفينة وتسبح إلى الشاطئ ولا تنس أن تعود قبل غروب الشمس، إذا لم تعد فسأتركك هناك وأعود بدونك".

قال عمار: "حسنًا، شكرا لك على المساعدة، سأعود قريبًا لا تقلق"، ثم أخذ الخريطة والأشياء التي أعطاها له جده ووضعها في حقيبة مقاومة للماء، نزل من السفينة وبدأ يسبح إلى الشاطئ بينما عابد طار من السفينة وتابعه في الهواء.

وصل عمار وعابد إلى الشاطئ بعد سباحة قصيرة، خرجا من الماء ونظرا إلى الجزيرة فكانت تبدو جميلة وخضراء ويمكن رؤية الأشجار والزهور والحيوانات فيها، ولكن عمار وعابد كانا يعرفان أن الجزيرة ليست بهذه السهولة ولا شك أن هناك الكثير من الأخطار التي تنتظرهما فيها، فأخذا حذرهما وسارا نحو الجبل.

وكما هو متوقع، في طريقهما إلى الجبل واجها العديد من المشاكل والمصاعب، مرة تعرضا لهجوم من قبل مجموعة من القرود الشريرة التي حاولت سرقة حقيبة عمار؛ لكن عمار استخدم سكينه لصد القرود، وعابد استخدم منقاره لعضهم.

مرة أخرى سقطا في حفرة مليئة بالأفاعي السامة التي حاولت لدغهما؛ لكن عمار استخدم حبله للخروج من الحفرة، وعابد استخدم جناحيه لحمله، ومرة ثالثة وجدا نفسهما أمام جسر معلق فوق واد عميق وكان الجسر مظلماً وغير آمن، لكن عمار استخدم مصباحه لإضاءة الطريق وعابد استخدم ريشه لتوازنه.

وهكذا تغلب عمار وعابد على كل العقبات ووصلا إلى قاعدة الجبل، وهناك وجدا مدخلاً كبيرًا في جانب الجبل وكان المدخل محفوراً برسومات وكتابات غريبة، نظر عمار إلى الخريطة وتأكد أن هذا هو المكان الذي يجب أن يدخلاه، وقال لعابد: "هذا هو المدخل إلى الجبل، هناك يجب أن تكون الجوهرة الزرقاء، هل أنت مستعد؟"

قال عابد: "نعم أنا مستعد، لقد جئنا إلى هنا لنحقق حلمنا ولن نتراجع الآن، هيا لندخل".

اقرأ أيضاً: قصة اللص الصادق والملك والوزير الخائن حكاية للاطفال

قصص أطفال خيالية مكتوبة 

دخل عمار وعابد إلى المدخل ووجدا نفسهما في نفق طويل ومظلم مليء بالعناكب والخفافيش والجرذان، استخدم عمار مصباحه لإضاءة الطريق، واستخدم عابد حاسة السمع للاستماع إلى الأصوات وسارا في النفق لمدة ساعة حتى وصلا إلى غرفة كبيرة ومضيئة، في وسط الغرفة كان هناك تمثال ضخم لوجه إنسان، وفي جبين التمثال كانت تلمع الجوهرة الزرقاء.

عمار وعابد انبهرا من رؤية الجوهرة، فقد كانت جوهرة كبيرة ولامعة وتنبعث منها أشعة زرقاء، قال عمار: "هذه هي الجوهرة الزرقاء، لقد وجدناها، لقد نجحنا في مغامرتنا وكل ما علينا فعله الآن هو أن نأخذها ونخرج من هنا سريعاً".

قال عابد: "نعم لقد فعلنا ذلك، لكن كن حذرا فربما تكون هناك مفاجأة غير سارة، لا تنس أن هناك من يريد الجوهرة أيضًا وهم لا يرحمون".

قال عمار: "لا تقلق، لا أحد يستطيع أن يمنعنا من الحصول على الجوهرة، هيا تعال معي".

اقترب عمار وعابد من التمثال وحاولا الوصول إلى الجوهرة، لكن عندما كانا على بعد خطوات قليلة منها سمعا صوتًا مرعبًا يملأ الغرفة، كان الصوت يقول: "من أنتما؟ وماذا تريدان؟ هذه الجوهرة هي لي فقط ولن أسمح لأحد بأن يأخذها مني، أنا السيد الحقيقي لهذه الجزيرة، وأنا السيد الحقيقي لهذه الجوهرة، أنا الوحش الأسطوري".

عمار وعابد التفتا إلى الصوت وشاهدا شيئًا خياليا يخرج من الظلام، كان مخلوقا يشبه التنين ولكنه كان أكبر وأقوى وأخطر، كان له جسم ضخم وجلد مدرع وأربعة أرجل وجناحان وذيل، وكان له رأسان، كل واحد منهما يحمل فكين حادين وعينين حمراوتين ونارًا مشتعلة، كان هذا هو الوحش الذي يريد الجوهرة الزرقاء وقد تعقب عمار وعابد حتى وصل إليها معهما.

شعر عمار وعابد بالخوف والصدمة، فهما لم يتوقعا أن يواجها مثل هذا الوحش في مغامرتهما، فقال عمار: "من أنت؟ ولماذا تريد الجوهرة الزرقاء؟"

قال الوحش: "أنا الذي لا يمكن أن يهزم أو يقهر، أنا الذي يحكم هذه الجزيرة بقبضة من حديد، أما الجوهرة الزرقاء فهي ملكي منذ الآن، هي ستكون مصدر قوتي وسلطتي وجمالي، هي الشيء الوحيد الذي أحبه في هذا العالم، ولن أسمح لأحد بأن يأخذها مني بعد الآن، خاصة أطفال ضعفاء مثلكما".

إقرأ كذلك: سمير الفيل ورحلة البحث عن الماء: قصة تعليمية لحث الأطفال عن المحافظة على الماء والبيئة

قال عمار: "أنت مخطئ، الجوهرة الزرقاء ليست ملكك، فهي ملك لمن يستحقها ونحن نستحقها أكثر منك، لقد جئنا إلى هنا بشجاعة وصدق تجمعنا صداقة، وقد تغلبنا على كل العقبات والمصاعب وأثبتنا أننا مغامران شجاعان ولن نخاف منك أو من أي وحش آخر، نحن هنا لنأخذ الجوهرة الزرقاء ولن نرحل بدونها".

ضحك الوحش بسخرية وقال: "كم أنتم مغروران ومتهوران لا تعرفان ما تقولان ولا ما تواجهان، أنا لست وحشاً عادياً، أنا وحش لا يمكن أن يُقهر أو يُهزم أو يُقتل، أنا وحش له رأسان، رأس واحد ينفث النار ورأس آخر ينفث الجليد، أنا وحش له قوة مزدوجة، وسرعة مزدوجة، وذكاء مزدوج، وأنتما لا تملكان سوى الضعف والبطء والغباء".

قال عمار: "لا تستهن بنا، نحن لسنا ضعيفين أو بطيئين أو غبيين، نحن نملك القوة والسرعة والذكاء ولكن أيضًا لدينا ما هو أكثر من ذلك، لدينا الشجاعة والصدق والصداقة، وهذه هي الأشياء التي تجعلنا أقوى منك لأننا لسنا وحدنا في هذه المغامرة، نحن معًا أنا وعابد، بينما أنت وحيد".

قال الوحش: "عابد؟ هههههه، من هو عابد؟ هل تقصد هذا الطائر الصغير الذي يطير حولك؟ هل تعتقد أنه سيفيدك في شيء؟ هل تعتقد أنه سيقاومني أو أنه سينجو مني؟ هو لا شيء أمامي، إنه فريسة سهلة لي ووجبة خفيفة ولا يستحق أن يكون حيًا، هو لا يستحق أن يكون...".

قال عمار: "لا تتكلم عن عابد هكذا، عابد هو أفضل صديق لي وهو أكثر من طائر، وأنا لن أسمح لك أن تؤذيه أو تهينه، سأدافع عنه بحياتي وسأواجهك من أجله وأنتصر عليك، فأنا وعابد سنأخذ الجوهرة الزرقاء وسنخرج من هنا وسنعيش سعداء إلى الأبد".

قال الوحش: "كفى من الكلام الفارغ، حان وقت الفعل، حان وقت المواجهة ووقت النهاية، هيا أرني ما لديك، أرني ما تستطيع وما تجرؤ عليه، أرني من تكون!".

وهكذا بدأت المواجهة بينهم، فكان عمار وعابد من جهة والوحش من جهة أخرى، كان القتال شرسًا ومحمومًا ومثيرًا، وكان الوحش يهاجم برأسيه الإثنين وينفث النار والجليد، وكان عمار وعابد يدافعان بكل ما لديهما ويستخدمان السكين والمنقار، والوحش يحاول أن يأخذ الجوهرة الزرقاء والتخلص من عمار وعابد، وهما يحاولان أن يحميا الجوهرة الزرقاء وأن ينجيا بأنفسهما.

المعركة استمرت لمدة طويلة ولم يستطع أحد منهما أن يتغلب على الآخر، فقد كان الوحش يصيب عمار وعابد بجروح وحروق وجليد، وكان عمار وعابد يصيبان الوحش بجراح وطعنات وعضات، وكان الخوف والغضب والألم يملؤون الغرفة.

في إحدى اللحظات رأى عمار فرصة للوصول إلى الجوهرة الزرقاء، وبينما كان الوحش منشغلاً بمهاجمة عابد وغير مُنتبه إلى عمار، فاستغل عمار الفرصة ورمى سكينه نحو الجوهرة وأصابها بدقة، فانفجرت الجوهرة مع صوت عالٍ وتناثرت شظاياها في كل مكان، ومعها تناثرت أشعتها الزرقاء وانتشرت في الغرفة.

عندما انفجرت الجوهرة حدث شيء غريب، بدأت الشظايا والأشعة تتجه نحو عمار وعابد وتدخل في جسديهما، فبدأت تتغير وتصبح مثل الجوهرة الزرقاء، وأصبحا أقوى وأسرع وأذكى.

وفي نفس الوقت بدأ الوحش يتألم ويتضاءل ويفقد قوته وسلطته، وكذلك بدأ يفقد حياته وروحه ويصبح لا شيء، وفي غضون ثوان انتهى القتال، عمار وعابد نجيا وانتصرا والوحش مات وخسر، ثم نظر عمار وعابد إلى بعضهما بدهشة وفرحة وشعرا بأنهما أصبحا مختلفين وأصبحا أفضل.

إقرأ كذلك: قصة خيالية ممتعة للأطفال | الصياد والسمكة الذهبية

قال عمار لعابد: "عابد، هل تشعر بذلك؟ هل تشعر بالتغيير؟ هل تشعر بالجوهرة؟"

قال عابد لعمار: "نعم أشعر بذلك، أشعر بالتغيير، أشعر بالجوهرة، وأشعر بك أيضًا".

قال عمار: "عابد، أنت صديقي الحقيقي، أنت جزء مني، أنت جزء من الجوهرة".

وقال عابد: "عمار، أنت صديقي الحقيقي، أنت جزء مني، أنت جزء من الجوهرة".

وهكذا انتهت مغامرة عمار وعابد في الجزيرة البعيدة بحثًا عن الجوهرة الزرقاء، لقد وجدا الجوهرة ولكن لم يأخذاها، بل أصبحا هم أنفسهم الجوهرة وأكثر من الجوهرة، أصبحا أسطورة.

خرج عمار وعابد من الجبل ورجعا إلى السفينة ثم عادا إلى البيت، ولكن لم يعودا كما كانا، بل عادا كما أرادا وعاشا سعداء إلى الأبد، متصلين ومتحدّين معًا، وعاشا مغامرات أخرى معًا أيضًا، وهذه هي نهاية قصتنا التي نتمنى أن تكون قد أعجبتكم.