قصة خيالية ممتعة للأطفال | الصياد والسمكة الذهبية

من عالم الخيال والتشويق اخترنا لكم قصة خيالية ممتعة، فيها تتجلى أجمل المغامرات بشخصياتها الساحرة، وينمو خيال الأطفال بلا حدود، حيث تسافر بهم القصص إلى عوالم بعيدة عن الواقع، وقصتنا اليوم تجمع المتعة والتشويق بالإضافة إلى كونها قصة تربوية هادفة تعلم الصغار عواقب الطمع، وترسخ في نفوسهم قيمة القناعة والرضا.

قصة خيالية مشوقة وممتعة | الصياد والسمكة الذهبية

قصة خيالية ممتعة للأطفال

في هذه القصة بعنوان السمكة الذهبية المقدمة لكم من موقع فبلين، سنستكشف معًا عالمًا من القصص الخيالية المليئة بالمغامرات والعبر، لذا دعونا نبدأ رحلتنا ونحكي لكم هذه القصة الممتعة للأطفال.

إقرأ كذلك: قصص قبل النوم للأطفال خيالية طويلة | مغامرة الجوهرة الزرقاء

قصة الصياد والسمكة الذهبية مكتوبة

كان يا ما كان، في قديم الزمان، صياد بسيط ومتواضع يعيش في كوخ صغير على شاطئ البحر، وكان يصطاد كل يوم بشبكته القديمة، ويعود إلى زوجته بما يكفي من السمك لإطعامهما.

كان يحب زوجته ويحترمها، لكنه كان يشعر بالضيق من طمعها وتذمرها، فزوجته كانت امرأة طماعة ومتعجرفة، تحلم بالثراء والفخامة، كما تحقر زوجها وتستهزئ به، وكانت تريد أن تغير حياتها بأي ثمن، فتطلب من زوجها أن يصطاد أكثر وأكثر.

في يوم من الأيام، خرج الصياد كالمعتاد إلى البحر، ألقى شبكته في الماء، وبعد مدة شعر بثقل في شبكته، فجذبها بقوة وإذا به يرى سمكة ذهبية تلمع تحت أشعة الشمس، فرح الصياد كثيرا، وقال في نفسه: "هذه سمكة ثمينة جدا، لو بعتها في السوق لحصلت على مال كثير، أو ربما أحتفظ بها كزينة في بيتي، فهي جميلة جدا".

ولكن قبل أن يفعل ذلك، سمع صوتا رقيقا يخاطبه من الشبكة، فنظر إلى السمكة وإذا بها تتكلم بلسان البشر، فقالت له السمكة: "أيها الصياد الكريم، أرجوك أن تتركني أعود إلى البحر، فأنا سمكة سحرية، وأستطيع أن أحقق لك أي أمنية تريدها، فقط قل لي ما تتمنى، وسأحققه لك في الحين".

اندهش الصياد من كلام السمكة، وقال لها: "هل أنت صادقة حقا؟ أم أنك تخدعينني؟ كيف أصدقك؟"

فقالت له السمكة: "أنا صادقة معك، ولن أخدعك، فقط جربني وسترى بنفسك، اسألني عن أي شيء تريده وسأمنحك إياه".

ففكر الصياد قليلا، وقال للسمكة: "حسنا، سأجربك، أنا رجل بسيط، ولا أطمع في الكثير، كل ما أريده هو أن تصلحي شبكتي التي انقطعت من كثرة الاستعمال".

فقالت له السمكة: "هذا أمر سهل جدا. انظر إلى شبكتك، وستجدها جديدة كأنها لم تستعمل من قبل".

فنظر الصياد إلى شبكته، وإذا بها تلمع بالنظافة والصلاحية، ففرح الصياد كثيرا، وشكر السمكة على معروفها، وقال لها: "شكرا لك يا سمكة الذهب، لقد أعطيتني ما أريد، سأتركك تعودين إلى البحر، وأتمنى لك حياة سعيدة".

فقالت له السمكة: "أنت رجل طيب ومتواضع، وأنا سعيدة بمعرفتك، لكن أنا قادرة أن أفعل لك أكثر من ذلك، إذا أردت شيئا آخر في المستقبل، فلا تتردد في أن تسألني، فقط ألق شبكتك في الماء، ونادني بالقول: يا سمكة الذهب، يا سمكة الذهب، تعالي إلي، وسأظهر لك، وأحقق لك ما تريد".

فقال لها الصياد: "كم أنت كريمة أيتها السمكة الجميلة، وأنا حقا ممتن لك، لكني لا أحتاج إلى أي شيء آخر، فأنا راض عن حياتي كما هي، ولكن لو حدث شيء يستدعي طلب مساعدتك، فسأتذكر كلامك، والآن سأتركك تذهبين بسلام".

فقالت له السمكة: "حسنا، كما تشاء. وداعا يا أكرم الصيادين، وأتمنى لك حظا سعيدا"، وبعد أن قالت ذلك، انزلقت السمكة من الشبكة وغاصت في الماء واختفت عن الأنظار.

إقرأ أيضاً: مجموعة قصص اطفال مكتوبة هادفة وممتعة للصغار 

رجع الصياد إلى كوخه محملا بالسمك والفرح، ولما رأته زوجته فرحت هي الأخرى وقالت له: "ما شاء الله، يا زوجي لقد اصطدت اليوم كثيرا من السمك، هذا يكفينا لعدة أيام، ما الذي حدث لك؟"

فقال لها الصياد: "لقد حدث لي أمر عجيب لن تصدقيه، لقد اصطدت سمكة ذهبية، تتكلم بلسان البشر، وتحقق الأمنيات كذلك".

فقالت له زوجته: "سمكة ذهبية؟ تتكلم؟ تحقق الأمنيات؟ ما هذا الهراء الذي تقوله؟ أتريد أن تضحك علي؟ أين هي السمكة الذهبية؟ أرني إياها".

فقال لها الصياد: "لقد تركتها تعود إلى البحر، فهي سمكة سحرية وليست للأكل، وقد أعطتني ما أريد، فقد أصلحت لي شبكتي التي كانت ممزقة".

فقالت له زوجته: "أنت أحمق يا زوجي، كيف تترك سمكة ذهبية تهرب منك؟ كيف ترضى بشبكة جديدة، وأنت تستطيع أن تطلب أي شيء تريده؟ لو كنت مكانك لطلبت منها أن تجعلنا أغنياء ومشهورين".

فقال لها الصياد: "لا تقولي هذا يا زوجتي، فالمال والشهرة لا يجلبان السعادة، وأنا راض عن حياتي كما هي، وأنت أيضا يجب أن تكوني راضية وشاكرة لما نملكه، فالسمكة الذهبية قد تغضب منا إذا طلبنا منها أشياء لا نحتاجها".

فقالت له زوجته: "لا تكن جبانا، يا زوجي، فالسمكة الذهبية لا تستطيع أن تفعل شيئا لنا، هي مجرد سمكة، ونحن أقوى منها، وعليك أن تذهب غدا إلى البحر وتنادي عليها، وتطلب منها أن تجعلنا أصحاب قصر كبير وجميل".

فقال لها الصياد: "لا أريد أن أفعل ذلك، يا زوجتي، فأنا لا أحب القصور والبذخ، أنا أحب كوخنا الصغير والمتواضع، وأنا أخشى أن تنقلب السمكة علينا وتأخذ ما أعطتنا".

فقالت له زوجته: "لا تهتم بما تقوله السمكة، يا زوجي، فهي مجبرة على تحقيق أمنياتنا، وإذا لم تفعل فسنهددها بأن نأكلها أو نبيعها، عليك أن تفعل ما أقوله لك، وإلا فسأغضب منك وأجعل حياتك جحيما".

خاف الصياد المسكين من غضب زوجته ومن كلامها القاسي، فوافق على طلبها، وقال لها: "حسنا يا زوجتي، سأفعل ما تريدين، لكن أرجوك أن تكوني راضية بهذا الطلب، ولا تطلبي مني شيئا آخر".

فقالت له زوجته: "لا تقلق، يا زوجي، سأكون راضية بهذا الطلب ولن أطلب منك شيئا آخر، فقط اذهب غدا إلى البحر ونادِ على السمكة الذهبية، وقل لها: "يا سمكة الذهب، يا سمكة الذهب، تعالي إلي، واطلب منها أن تجعلنا أصحاب قصر كبير وجميل".

إقرأ أيضاً: مغامرة بيبو الدبدوب في بلاد الأحلام| قصص قبل النوم للأطفال مكتوبة خيالية طويلة

وبعد أن قالت ذلك، ذهبت زوجة الصياد إلى فراشها ونامت بسلام، أما الصياد فبقي يفكر في ما سيحدث غدا وهو يشعر بالقلق والحزن، وفي اليوم التالي، استيقظ الصياد مبكرا وأخذ شبكته وذهب إلى البحر، ولما وصل إلى الشاطئ ألقى شبكته في الماء ونادى على السمكة الذهبية: "يا سمكة الذهب، يا سمكة الذهب، تعالي إلي".

ولم يمض وقت طويل حتى ظهرت السمكة الذهبية على سطح الماء، وقالت له: "مرحبا بالصياد الكريم، ما الذي تريده مني اليوم؟".

فقال لها الصياد بخجل وحزن: "يا سمكة الذهب، أنا آسف أن أزعجك مرة أخرى، لكن زوجتي طلبت مني أن أطلب منك شيئا آخر، هي تريد أن تجعلينا أصحاب قصر كبير وجميل".

فقالت له السمكة الذهبية بدهشة وحزن: "أيها الصياد الكريم، لماذا تريد أن تغير حياتك؟ ألست راضيا بما أعطيتك؟ ألست سعيدا بشبكتك الجديدة؟".

فقال لها الصياد: "يا سمكة الذهب، أنا راض وسعيد بما أعطيتني، لكن زوجتي الطماعة ليست راضية ولا سعيدة، وهي دائما تريد المزيد والمزيد، وإذا لم أفعل ما تريد، فستغضب مني وتجعل حياتي جحيما.

فقالت له السمكة الذهبية: "يا صياد، أنت تخضع لزوجتك الطماعة والجائرة وهي تستغلك وتستهتر بك، هي لا تحبك ولا تقدرك، فقط تريد أن تدمر حياتك وسعادتك، وأنا أنصحك أن تتركها وتبحث عن امرأة أخرى تحبك وتحترمك".

فقال لها الصياد: "يا سمكة الذهب، أنا لا أستطيع أن أترك زوجتي، فهي رفيقة حياتي، وأنا أحبها وأحترمها رغم كل عيوبها، ودوما أرجو أن تتغير يوما ما وتصبح أفضل، وأنا أطلب منك أن تساعديني في ذلك وتحققي لي طلبها".

فقالت له السمكة الذهبية: "أيها الصياد الكريم، أنت رجل صبور ومحب، وأنا أحترمك، لكني أُخبرك للأسف أن زوجتك لن تتغير أبدا، وأنها ستجعلك تندم على طلباتك، ولكن إذا كان هذا هو ما تريده فسأفعله لك، ارجع إلى كوخك وستجده قد تحول إلى قصر كبير وجميل".

فقال لها الصياد: "شكرا لك يا سمكة الذهب، لقد أعطيتني ما أريد، ولكن أرجوك أن تسامحيني على إزعاجك، وأنا أعدك أن لا أطلب منك شيئا آخر".

فقالت له السمكة الذهبية: "لا داعي للشكر يا صديقي الصياد الكريم، ولا داعي للعهد، فأنا أعلم أنك لن تفي به، ولكني أتمنى لك حظا سعيدا، والآن وداعا".

اقرأ كذلك:  "حلم سندباد الصغير" قصة مغامرة خيالية للأطفال

وبعد أن قالت ذلك، انزلقت السمكة من الشبكة وغاصت في الماء واختفت مجدداً عن الأنظار، فرجع الصياد يقصد إلى كوخه، ولما وصل لم يجده، بل وجد مكانه قصرًا كبيرًا وجميلاً مبنياً من الحجر والرخام ومزينًا بالنوافير والحدائق.

ولما دخل إلى القصر، وجد زوجته تنتظره مرتدية ثوباً فاخراً ومرصعة بالمجوهرات، ولما رأته، قالت له بفرح: "مرحبا يا زوجي، ما رأيك في قصرنا الجديد؟ أليس رائعًا؟ ألست سعيدًا؟".

فقال لها الصياد: "نعم، يا زوجتي، القصر رائع، وأنا سعيد، لكن أرجوك أن تكوني راضية بهذا القصر، ولا تطلبي مني شيئا آخر، فالسمكة الذهبية قد تغضب منا وتأخذ ما أعطتنا".

فقالت له زوجته: "لا تقلق، يا زوجي، أنا راضية بهذا القصر، ولن أطلب منك شيئا آخر، فقط استمتع بحياتنا الجديدة وانسى ما كان عليه الحال".

وبعد ذلك، عاش الصياد وزوجته في القصر وهو يظن أن زوجته قد تغيرت وأنها قد أصبحت أفضل، لكنه كان مخطئًا، فزوجته لم تتغير بل زاد طمعها وجبروتها، فكلما مر عليها يوم، طلبت من زوجها شيئًا جديدًا وأكبر.

إقرأ كذلك: قصة خيالية للأطفال "مغامرة نجمة البحر الصغيرة وطائر النورس"

فطلبت منه أن يجعلها سيدة القرية، ثم ملكة البلاد، ثم إمبراطورة العالم، وكلما رفض الصياد طلبها، توعدته بالعقاب والانتقام، وكلما طلبت منه شيئا، ذهب إلى البحر ونادى على السمكة الذهبية وطلب منها ما تريد زوجته.

وكانت السمكة الذهبية تلبي طلباتهما بحسن نية، لكنها كانت تنزعج من جشعهما وتهددهما بسحب كل ما أعطتهما، وفي كل مرة كانت تنصح الصياد بأن يترك زوجته الطماعة والجائرة، وأن يبحث عن امرأة أخرى تحبه وتحترمه، وفي كل مرة كان الصياد يرفض نصيحتها، ويقول أنه يحب زوجته ويحترمها، وأنه يرجو أن تتغير يوما ما وتصبح أفضل.

وهكذا استمر الأمر، حتى وصل الصياد وزوجته إلى آخر طلب، فقد طلبت زوجته منه في النهاية أن يجعلها إلهة في السماء، تحكم الأرض والسماء، وتأمر الشمس والقمر والنجوم، ولما رفض الصياد طلبها، ضربته وشتمته وهددته، فذهب إلى البحر ونادى على السمكة الذهبية وطلب منها ما تريد زوجته.

ولما سمعت السمكة الذهبية طلبه غضبت كثيرا، وقالت له: "يا صياد، لقد ضيعت فرصتك، لقد كنت رجلا طيبا ومتواضعا، وأنا أحببتك، لكنك خضعت لزوجتك الطماعة والجائرة، وأنت اتبعتها".

لقد طلبت مني أشياء لا تناسبك، ولم تكن راضيا بما أعطيتك، لقد جعلتني أفعل ما لا يجب أن أفعله، وأنت تطلب مني ما لا يجوز أن تطالبني به، لقد أغضبت الله عليك وعليها، والآن، سآخذ منكما كل ما أعطيتكما وسأرجعكما إلى حالتكما الأولى".

فقال الصياد للسمكة الذهبية: "لا تفعلي ذلك يا سمكة الذهب، أرجوك فأنا نادم على ما فعلته، وأنا أحب زوجتي رغم كل شيء، أرجوك أن تعطينا فرصة أخرى وأن تسامحينا".

فقالت له السمكة الذهبية: "لقد أعطيتك فرصا كثيرة ولم تستغلها، لقد كنت صبورة معك ولم تقدرني، وكنت كريمة معك ولم تشكرني، وكنت صادقة معك ولم تصدقني، وكنت مخلصة معك ولم تفي بعهدك، وكنت مساعدة معك ولم تساعدني، وكنت صديقة معك ولم تكن صديقا لي.

لقد كنت كل شيء لك، ولم تكن شيئا لي، لقد ضيعت كل شيء، لقد خسرت كل شيء، ولم تربح شيء، لقد أنهيت كل شيء، ولم تبدأ شيء، لقد أغضبت الله عليك وعليها، والآن، لا رجعة لك، ولا رحمة لك".

وبعد أن قالت ذلك، أطلقت السمكة الذهبية صرخة عالية، وأرسلت شعاعًا من الضوء إلى السماء، وفي لحظة تحول القصر الكبير والجميل إلى كوخ صغير ومتواضع، وتحولت زوجة الصياد إلى امرأة عجوز قبيحة المنظر، وتحول الصياد من إمبراطور العالم إلى رجل فقير ومسكين، وتحول كل ما أعطتهما السمكة الذهبية إلى رماد وغبار.

وبعد أن فعلت ذلك، قالت لهما السمكة الذهبية: "هذا هو جزاؤكما أيها الصياد أنت وزوجتك، لقد عدتما إلى حالتكما الأولى، ولقد فقدتما كل ما كان لكما، ولن ترياني أبدا مرة أخرى، ولن أحقق لكما أي أمنية أخرى، والآن، ارحلا من هنا، ولا تعودا أبدا".

وبعد أن قالت ذلك، غاصت السمكة الذهبية في الماء واختفت عن الأنظار إلى الأبد، وبقي الصياد وزوجته في حالة من الذهول والحزن والندم، لم يعرفا ماذا يفعلان، وأين يذهبان ولم يجدا أحدا يساعدهما، ولا يرحمهما، ولم يجدا أي سبب للعيش ولا أي أمل في الحياة.

وهكذا، عاش الصياد وزوجته حياة بائسة ومريرة، حتى غابا في النسيان والعزلة، ولم يذكرهما أحد، ولم يحزن عليهما أحد ولم يُرَى لهما أثر.

اقرأ كذلك: قصة قصيرة خيالية للأطفال | مغامرة في عالم الأقزام

ملخص قصة الصياد والسمكة الذهبية

وهذه هي نهاية القصة، والعبرة منها أن الطمع يورث الندم، والجشع يورث الخسران، أما الرضا فيورث السعادة، والقناعة تورث الغنى، والحب يورث الخير، والاحترام يورث الشكر، والوفاء يورث الصداقة، والخير يورث الخير، والشر يورث الشر، والله يحب المحسنين، ويبغض المفسدين.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-